نيكروفيليا

نيكروفيليا - شيرين هنائي رواية لا أدري كيف أصفها.. إنما كل ما يمكنني قوله هو أنها رواية... فريدة
لكني مسرورة أني قرأتها. كانت جيدة بالنسبة لي
ربما ليست أفضل رواية أقرأها على الإطلاق، ولكنها قطعاً من بين الروايات العربية القليلة
التي قرأتها واستمتعت بقراءتها كرواية بها أحداث فعلية وملموسة. لهذا تقييمي لها سيكون
مقارنة بما قرأته من باقي الروايات العربية وليس بما قرأته على الإطلاق طبعاً.
تعرفت على الرواية من مقطع للأخ فواز على اليوتيوب وتحمست من النبذة
التي تحدث بها عن الرواية.. جو كئيب سوداوي ورواية نفسية... قلت في نفسي إن هذا لمزيج
غريب تجده في رواية عربية. لابد لها من تجربة.

تحصلت على الرواية في نفس اليوم، بدأتها في نفس اليوم وأنهيتها كذلك في نفس اليوم.
الصراحة أن الرواية فاجأتني بأنها راقت لي. الجو العلمي النفسي المتقن والمعلومات الدقيقة المتعلقة
بعلم النفس تدل على أن الكاتبة قد بذلت مجهوداً معتبراً في البحث والاستدلال قبل الكتابة
أحب كثيراً أن أقرأ عن المشاكل النفسية والمتاهات المحيرة التي يصممها العقل كفخ لنفسه بنفسه
وأجزم أن كل شخصية ظهرت في هذا الكتاب تعاني من مشكلة نفسية واحدة على الأقل
(حتى مريم أراهن أنها كذلك).. وهذا ما يعجبني.. ويعجبني جداً
نشأة الشخصية الرئيسية كطفلة تفسر تطور شخصيتها وكل مشكلة نفسية مرت بها
إنما مشكلة النيكروفيليا بحد ذاتها لم أفهم أو لم أتمكن أنا من إيجاد الزناد الذي أطلقها
ربما يكون ذلك تفصيلاً أغفلت عنه بمفردي ولا أدري.

أنا من الناس الذين يحبون أن يقرأوا الرواية كرواية، وأمقت التضليل الذي يمتزج بالكثير من الأدب
العربي حيث تنشر الخواطر والسرد على أنها رواية بين قوسين وأراه نوعاً من الاقتراء حيث تشتري
الكتاب متوقعاً أن تجد أحداثاً وقصة لتفاجأ بديوان خواطر وفلسفيات متنكر ببراعة على هيئة رواية
خالية من الأحداث والخط السردي ومليء بأفكار الكاتب ونظرته الخاصة ومشكلاته الشخصية التي تتسرب
ببلاهة إلى العمل الذي يكتبه. ذلك هو سبب عزوفي عن الكثير من الروايات العربية.
إلا أن هذه الرواية أذهلتني.. قصة متقدمة ومستمرة في التطور. لغة ومفردات وأسلوب كتابة بسيط
ولكنه متوازن بليغ بالقدر الكافي حيث لا يسبب الملل للقارئ ولا يتحول إلى حشو بزخارف الكلام في نفس الوقت.
لا أكذب.. فالرواية خالية من الرعب وإنما رواية نفسية إضطرابية مقلقة وكئيبة.. مؤلمة بشكل جميل ولذيذ.
أنصح بها كقراءة خفيفة في ليلة وحيدة باردة.